لطالما كان لدي شغف كبير بتقديم أفكار فلسفية من خلال كتاباتي، وخاصة في مجال الفلسفة التي تفتح أمامنا آفاقًا لا حدود لها من الحكمة والتأمل، حين تكون مستندة إلى أصول صحيحة. من خلال قراءتي لكتاب “البعد الضائع في عالم صوفي”، شعرت بوضوح بالفجوة المعرفية والفكرية التي نعيشها في هذا العصر، حيث غاب عن الكثيرين معنى السعي الحقيقي وراء العلم والحكمة. أدهشني كيف أن البحث عن المعرفة أصبح فكرة غائبة في ثقافتنا الحديثة، مما ألهمني تقديم محاضرة بعنوان “فكر حجر الفلاسفة” كوسيلة لإحياء الحوار الفلسفي بأسلوب عصري.
قدمت هذه المحاضرة بالتعاون مع مؤسسة كايزد الشبابية في “متحف عمان عبر الزمان”، وكانت المحاضرة مكتوبة على شكل مقال يحتوي على شرح مبسط للمفاهيم التي تم تناولها.
نظرة مبسطة عن محتوى المحاضرة:
المقال يعكس تفكيرًا فلسفيًا بأسلوب حديث، ويركز على أهمية البحث عن المعرفة والحقائق العميقة التي تتجاوز السطحيات. يتناول عدة جوانب من مفهوم “طالب العلم”، ويمزج بين الفلسفة والعلوم والدين بأسلوب يجذب القارئ والمتلقي.
في المحاضرة، شبهت بين تلقي الذهب وتعلم كيفية تحويل الرصاص إلى ذهب، كفكرة محورية في التعلم. فالسعي وراء المعرفة يُعد أكثر قيمة من الثروة المكتسبة دون فهم. وهذا يتماشى مع مبدأ “التعلم المستمر”، الذي يعكسه القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي ترفع من شأن السعي في طلب العلم.
كما تطرقت إلى مبدأ التبسيط دون إفراط، الذي أشار إليه آينشتاين، باعتباره أمرًا بالغ الأهمية في التعليم. فالبساطة تجعل الأفكار أكثر وضوحًا وسهولة، لكن التبسيط الزائد قد يُفقد الفكرة عمقها الحقيقي. فيما يتعلق بالفلسفة، لاحظت أن الفهم الخاطئ لها دفع البعض للابتعاد عنها، على الرغم من أنها تجسد حب الحكمة وأساس التفكير النقدي والتأمل العميق.
المقال أيضًا يُبرز أهمية الجمع بين العقلانية والشواهد القرآنية في رحلة طالب العلم، وهو ما يتماشى مع فكرة “الحكمة المتعالية” للشيرازي، التي تجمع بين الفكر الفلسفي والشهود الروحي.
واختتمت المحاضرة بآية “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”، مع الاستدلال بالأحاديث النبوية التي تؤكد مكانة طالب العلم في الإسلام، حيث يُعتبر السعي إلى العلم من أعظم القربات إلى الله.